توصل فريق من المبتكرين المصريين من خريجى هندسة حلوان لتطوير صناعة الأجهزة الإلكترونية الموجهة عن بعد من خلال التحكم فى تشغيل الأجهزة المنزلية ورى نباتات الظل عبر الهاتف والمثير أن العديد من المواقع الأمريكية المتخصصة تحمست لتسويق إبتكارهم بالولايات المتحدة.
الإبتكار كما يوضح عمرو صالح أحد أعضاء الفريق يعتمد على ما يعرف باسم مُتْحَكِّمَة أردوينو الدقيقة Microcontroller وهو نقلة فى صناعة الإلكترونيات.
ففى السابق، كان ينبغى على أى مصمم لدوائر إلكترونية، من دائرة الريموت كنترول إلى الدوائر الإلكترونية التى تدخل فى صناعة السيارات والمصانع، أن يصمم تلك الدائرة بنفسه وأن يستطيع الوصول إلى ورشة لحفر هذه الدائرة مرارا وتكرارا حتى يستقر تصميم الجهاز الذى يصممه، أما أردوينو فهو دائرة إلكترونية كالتى تجدها فى مختلف الأجهزة، إلا أنها تختلف عن باق الدوائر الإلكترونية فى أنها قابلة للبرمجة وإعادة البرمجة، ولغة برمجتها سهلة وتشبه لغة البرمجة المعروفة -سي- مما يتيح للمبتكرين القدرة على تغيير تصميمات مشروعاتهم بتغيير فى البرنامج، دون الحاجة لإعادة حفر العتاد الإلكترونى ذاته، الأمر الذى يسرع كثيرا من عمليات التصميم والإبتكار.
ميزة أردوينو الأخرى أن تصميمه الصناعى والبرمجيات التى تشغله كلها حرة ومفتوحة المصدر، وبالتالى يصبح بإمكان أى شخص فى مصر مثلا إنتاج هذه المتحكمات الدقيقة فى مصنعه الخاص دون الحاجة للحصول على ترخيص من الشركة المصممة فى إيطاليا، بل إن رخصة أردوينو تسمح بأن تطور تصميمه وتعدله كما ترغب مادمت شاركت المجتمع فى تلك التعديلات، بهذا يصير أردوينو عتادا حرا Free Hardware، تماما كما أن لينكس وفايرفوكس برمجيات حرة، وويكيبيديا معرفة حرة.
أدت هذه الرخصة الحرة إلى تحقيق شعبية مهولة لأردوينو فى وقت قصير، وبدأ يدخل فى تصميم منتجات نهائية للمستهلكين، ويضيف عمرو أنه فى العادى يمكن للمصمم إضافة أعين وآذان وسماعات ومحركات حتى تصبح الأجهزة أكثر وعيا بالبيئة المحيطة وأكثر تفاعلا معها، وما حققناه كمبتكرين مصريين بـsheeld1 هو أننا جعلنا من الممكن الإستفادة من الأعين والآذان والسماعات وحساسات الحركة والإتجاه الموجودة فى الهواتف الذكية التى تعمل بنظام أندرويد، فصار من الممكن تطوير تصميمات أولية لأجهزة بشكل أسرع كثيرا وأوفر، دون الحاجة لشراء تلك الدوائر الإلكترونية الإضافية التى تجعل أردوينو أكثر وعيا بالبيئة المحيطة به، ولقد فتحت هذه التقنية الباب لعشرات الأفكار للتنفيذ بسهولة ويسر مثل تشغيل جهاز التكييف عبر المحمول أو إرسال تنبيه على الهاتف فى حالة نقص مياه الزرع أو غيرها، الأكثر من ذلك هو أن تلك التقنية وفرت الكثير من الأموال.
إسلام مصطفى أحد المؤسسين للفريق يوضح أنهم قاموا بإختيار نظام أندرويد لمشروعهم وذلك بسبب الحرية الكبيرة التى يتيحها نظام جوجل مما يساعدهم على إظهار وطرح تطبيقاتهم بشكل سريع، مؤكدا أنهم سيعملون على دراسة كيفية التوسع فى المستقبل لدعم نظام أبل، كما أوضح أن الفئة المستهدفة بمنتجهم بشكل أساسى هم عشاق التكنولوجيا وطلبة كليات الهندسة الذين يقومون بالمشاريع ويشترون دروع بعشرات ومئات الدولارات لمشاريع التخرج وتجاربهم العلمية.
ويروى عمرو صالح قصة نجاح الفريق التى بدأت وهم زملاء دراسة فى كلية هندسة جامعة حلوان فى مصر، حيث قرروا تطوير أنفسهم، وأسسوا شركة للبرمجيات ثم إنتقلوا إلى الإحتكاك بالسوق وعرض بعض أفكارهم حتى أصبح لديهم الفكر والخبرة فى التنفيذ وحان وقت جمع التمويل المالى للإنتاج، فقاموا بدراسة كل المواقع العالمية المتخصصة فى جمع التمويل للأفكار الجديدة وإختاروا من بينها موقع -كيك ستارتر- الذى يعد من أفضل مواقع الإختراعات والإبتكارات فى أمريكا، حيث قبل الموقع إبتكارهم وهو ماساهم فى تسويق فكرتهم دوليا وجنيهم لآلاف الدولارات لتطوير إبتكارهم وطرحه عالميا.
الكاتب: عمرو جمال.
المصدر: جريدة الأهرام اليومي.